أُحب الاطفال
طاهيه ماهره
حساسه رقيقة المشاعر
تسعدها أبسط الاشياء
قنوعه راضيه دوما
... هكذا أخبروه عنى
كم أحب عائلتى وأفرادها الذين يروننى دوما جميله
كانت لابد من حيلة ما لاراه
فهم يعلمون جيدا أننى بت أرفض مثل هذه الطرق للتعارف
أخبرتهم جميعا أننى لن أُعيد التجربة
وإن أعدتها سيكون اختيارى أنا هذه المره
فلا داعى لمقابلات العرسان تلك
وإن طال الانتظار وإن كانت دائرة تعاملاتى محدوده كما يزعمون
كانت الحيله فى عيد ميلاد إبنة عمى .. يعلمون إنها لو كانت مجرد خروجه ما ذهبت
إرتديت ملابسى وذهبت فى موعدى
كانوا جميعهم هناك
كم أحب أبناء عمومتى
عندما نكون معا لا تميز صوت أيا منا
نتكلم كلنا ونضحك فى نفس الوقت
وكل منا يُذكر الاخر بما كان يفعله ونحن أطفالا صغار
كان المكان مفتوحا .. وهناك مكان مخصص للاطفال
لدى إبنة عمى طفله جميله أحبها كثيرا
تسللت من بينهم لاتابع الاطفال فى لعبهم
من أمتع لحظاتى تلك التى أتابع فيها لعب الاطفال من بعيد
البنات والرقه فى اللعب
والولاد والعنف والمشاحنات
وجدتها وحيده
تنظر اليهم من بعيد
هى أكبرهم سنا
لا تتعدى التاسعه
اقتربت منها
ابتسمت لها
لم ترد الابتسامه
سألتها إن كانت تمانع إن لعبنا سويا ؟
لم ترد أيضا وإن كنت لمحت طيف ابتسامة على شفتيها
أخيرا أخبرتها اننى لا أعرف أحدا هنا
فهل تقبلى أن تكونى رفيقتى
نلعب سويا أو حتى نتحدث معا
كانت هناك " مرجيحه " خاليه
سألتها إن كانت تمانع فى أن تكون رفيقتى وتدفعنى لاعلى
ابتسمت وسالتنى ؟
هاتركبى المرجيحه ؟
ليه لا ؟
بس دى مش بتاعت الكبار
أخبرتها أننا بامكاننا أن نسال عمو اذا كانت ستتحملنى
وبالفعل
ناديت أحد العاملين بالمكان
سألته
هل بامكانى أن أركب المرجيحه ؟
إبتسم وأكد لى أنها ستتحملنى أنا وابنتى
وأشار على صديقتى الصغيره
إبتسمت أنا .. أسعدتنى الكلمه كثيرا
أما هى فقد غابت إبتسامتها التى بذلت مجهودا كبيرا فى استدعائها
تركتها وجلست على المرجيحه وطلبت منها أن تدفعنى
جاءت نحوى .. وقفت أمامى ودفعتنى
أكتر كمان .. هكذا طلبت منها
إستمرت فى دفعى لاعلى
حتى أخبرتها أنه كفى .. تركتها تهدئ من سرعتها حتى توقفت تماما
والان جاء دورك
أعطتنى حقيبة صغيره كانت ممسكة بها طوال الوقت
حملتها لاجلسها على المقعد العالى عليها
وبدأت فى دفعها
سألتها
ما ينفعش نكون بنلعب بقى لنا كتير ومانعرفش إسم بعض
أنا ندى وإنتِ ؟
مريم
الله إسمك جميل أوى يا مريم
عندك اخوات ؟
لا
لن أسالها أى سؤال آخر
لست أدرى لما تتغير ملامحها كلما اقتربت منها
فنعود خطوات للوراء
أخبرتها أنها بامكانها أن تدعونى دندن
فابتسمت
أمضينا وقتا طويلا فى اللعب
حتى أتت إبنة عمى لتخبرنى انه مش كفايه بقى نكبر شويه ونقعد مع الكبار
ذهبت معها
التفت فجاه لأراه مبتسما متابعا حواراتنا فى صمت
لم يعنينى أن أسال عنه فهناك بعض أصدقاء إبنة عمى
قد يكون أحدهم
ولكن لماذا أشعر وكأنه يتابعنى بنظراته منذ فتره
هل يعرفنى ؟
لا يعنينى أمره
الى أن قام أخى وأصبح المقعد المجاور لى خاليا
لست أدرى لماذا نظرت اليه فى نفس اللحظة التى كان يهم فيها بالوقوف متجها نحوى
إرتبكت بشده وأنا أراه يجلس بجوارى
أمسكت بحقيبتى وهممت بالنهوض حينما أتانى صوته هادئا
ندى
يعرف إسمى أيضا !!!؟
نظرت اليه .. حاولت أن أتذكره
لا أعرفه
سألته هل أنت صديق ساره إبنة عمى ؟
لا أنا زميلها فى العمل
أخبرتنى عنك كثيرا
ممم
نظرت لها متوعده
تحاشت نظرتى
ولكنها لم تخبرنى عن عملك
أنا مدرسه للاطفال فى المرحله التمهيديه
..
..
..
..
..
يلا سنطفئ الشمع
إلتففنا جميعنا حول ساره
جاءت التورته المليئة بالشموع المضاءه
بحثت عن مريم فلم أجدها
أطفئنا شموع عيد ميلاد ساره
ذهبت لأهنئها
قرصتها وأنا أحضنها
كده يا ساره ؟
مش بتحرمى ؟
إديله فرصه بس والله راجل بجد
ظهر فجاه
مبتسما هادئا
يحمل لى كوب عصير برتقال معه
من أخبره أنه مشروبى المفضل
بدأ حديثا طويلا
لم يخبرنى عن زواجه السابق
ولكنه أخبرنى عن إبنته التى تقيم مع والدتها
وكم يتمنى أن تعيش معه يوما
فهى حلم عمره كله
ولكن كيف وهو وحيد ؟
وهى ستحتاج حتما لمن ترعاها وتكون أم بديله للأم التى لا تحسن رعايتها
وإذا تزوج هل سيجد من تحنو عليها أم ستتعذب هى باختياره
كان هذا هو ما منعه من الزواج بعد خمس سنوات مضت على إنفصالهما
كان أسلوبه هادئا وكلماته بسيطه مفعمة بالمشاعر
ياااااه
من تلك التى تخسر انسانا كهذا
ممم
مابى ؟
لاااا
لست أنا
قد تكون هى غبيه ولكنى لست مثلها لأقبل زوجا بهذه الطريقه
أنا ؟
أنا زوجة أب ؟
مستحيل
أحب الاطفال ؟
بل أعشقهم
ستكون إبنتى التى لن تغفو عينى قبل أن أحكى لها حكاية كل يوم
ولن تستيقظ فى الصباح الا على صوتى أغنى لها كما كان أبى يغنى لى
سأطهو لها كل ما تحب من كعك وحلوى
سأساعدها فى دروسها وحدى ولما لا وهى ابنتى
كم أحب الاطفال
ولكن لا .. سأظل زوجة اب مهما أحببتها
ما بى
ما الذى إعترانى
أحديث قصير مع رجل ما يغير موقفى
إستيقظى أرجوكى
تنبهت فجأه على صوت مريم وهى تمسك بيدى
مش هاتيجى تلعبى معايا يا دندن
إبتسمت لها وقبل أن أتفوه بكلمه
رد هو وأخبرها أن الوقت قد تأخر يا مريم بس إحنا ممكن نوصل دندن فى طريقنا
ممكن يا دندن ؟
بابتسامة ساحره سألنى
نظرت لعينيها الجميلتين
كان بهما بريق وفرحه وهى ترجونى أن أذهب معهم
أمسكت بيدها وأمسكت هى بيده
وذهبنا