حنيـــــــــن

Sunday, October 15, 2006

من بعــــــيد


















فصدقت أنك آت .. وأننا سنفترش البحر سويا
وحدنا .. وسأفرغ صندوق انهزاماتى كله بين يديك ... وعدتنى

وانتظرت ... وحملت صندوقى الثقيل بأعوام الماضى كله

وحدى

جرح الحبل الشائك رقبتى حتى تمكنت أخيرا من إخراجه على الشاطئ

وحدى

نزحت عنه طحالب السنين التى كنت أخفيه فيها

وانتظرتك

احتدت الشمس علي وأغضبها انتظارى
لا لن تهزمينى ... هو آت

وعدنى

غزلت طوقا من زهور القرنفل ثبته على شعرى
وصنعت عقدا من صدف البحر زينت به صدرى
لفحتنى الشمس ودون أن تدرى ... لونت بشرتى بلون خمرى
وشفتاى بلون الورد

اشتد غضبها فتربصت بى
أخفت كل مساحات الظل
وأصبحت وحدى على شاطئ البحر مع صندوقى
أسندت راسى عليه
لطالما كنت ابحث عمن يشاركنى حمل صندوقى الثقيل

الان هو يحملنى

حاولت أن أرفع عينى
ألهبتنى
كنت فقط سأستجدى أى سحابة تمر فوقى
أغضبها انتظارى
فزادتنى تحدى
سيأتى
سيأتى
سيأتى

أغمضت عيناى
لم أعد اقوى على مقاومتها
يأتى الموج ليلمسنى ويخبرنى أنه سيحمله لى
ينثر قطرات بارده تلطف حرارة بشرتى
استسلمت لقطراته
لمحت قاربا من بعيد
لن أتعلق بأمل جديد
وغبت
اشتد صخب البحر
وازدادت قطراته على وجهى
رفعت رأسى لأجده أمامى
مبتسما متعبا ... يحمل صندوقا ثقيلا على ظهره
ساعدته فى التخلص منه
اختلست نظرة أطمئن بها أنه لم يصبه خدشا من جرحى
اطمئن قلبى
ابتسمت
جلسنا
صمتنا
لا أعرف كم من الوقت

عندما صحوت
كنت مازلت وحدى على شاطئ البحر
رفعت رأسى
كان القمر حنونا كعادته معى
لم يأتى
ولن يأتى

الشمس لم تكن تهذى
ما كان لى أن أغضب منها
أحرقتنى خوفا علي

تلفت لأجد صندوقى الثقيل
حاولت أن أزحزحه
وجدته قد ازداد ثقلا
حاولت وحاولت
حتى وصلت لشاطئ البحر
لمحنى صياد من بعيد
نادانى
انتظرينى
سآتى
وأتى

حمل عنى صندوقى الثقيل
أنزله فى مركبه الصغير
سألنى عن وجهتى ؟
قلت له سأذهب الى عمق البحر
لأسقطه
حيث لا أستطيع أن أخرجه بعد
وأعود وحدى

تركنى أغوص فى صمتى
مستسلمة تماما لهدهدة الموج
فتحت عيناى على صوت الصياد
ها قد وصلنا
أمتأكدة انتِ أنك لن تأخدى منه شيئا قبل أن نسقطه ؟
أخبرته أنه قد سلبنى الكثير
ولن أسمح له بعد اليوم

هممت أن أرفعه معه
رفض
دعيه لى
هكذا أخبرنى
حمله بثقله
أشحت ببصرى عنه
عيشى لحظة تخلصك منه
هكذا طلب منى

عدت ببصرى اليه
تابعته وهو يرفعه على حافة القارب
لم يكن الأمر يتطلب أكثر من دفعة بسيطه
حتى يهوى فى قاع البحر
محدثا فقاقيع كثيره
كثيره كثيره
ثم هدأت
وسكن البحر

أخبرنى الصياد أننا قد تخلصنا منه للأبد
واستدار عائدا بنا

تحادثنا سويا
كم كان حديثه ممتع
و
نسيت أمر الصندوق
ومن كان سيحمله معى

وصلنا لشاطئ البحر سريعا
سألنى عن وجهتى ؟
لم أجد ردا على سؤاله
فقد أسقطت لتوى كل ما قد مضى

بابتسامة جميله أخبرنى انه يعرف طريقا مختصرا آمنا
سالنى ان كنت أود أن اصحبه

فابتسمت

6 Comments:

Post a Comment

<< Home