من بعــــــيد
فصدقت أنك آت .. وأننا سنفترش البحر سويا
وحدنا .. وسأفرغ صندوق انهزاماتى كله بين يديك ... وعدتنى
وانتظرت ... وحملت صندوقى الثقيل بأعوام الماضى كله
وحدى
جرح الحبل الشائك رقبتى حتى تمكنت أخيرا من إخراجه على الشاطئ
وحدى
نزحت عنه طحالب السنين التى كنت أخفيه فيها
وانتظرتك
احتدت الشمس علي وأغضبها انتظارى
لا لن تهزمينى ... هو آت
وعدنى
غزلت طوقا من زهور القرنفل ثبته على شعرى
وصنعت عقدا من صدف البحر زينت به صدرى
لفحتنى الشمس ودون أن تدرى ... لونت بشرتى بلون خمرى
وشفتاى بلون الورد
اشتد غضبها فتربصت بى
أخفت كل مساحات الظل
وأصبحت وحدى على شاطئ البحر مع صندوقى
أسندت راسى عليه
لطالما كنت ابحث عمن يشاركنى حمل صندوقى الثقيل
الان هو يحملنى
حاولت أن أرفع عينى
ألهبتنى
كنت فقط سأستجدى أى سحابة تمر فوقى
أغضبها انتظارى
فزادتنى تحدى
سيأتى
سيأتى
سيأتى
أغمضت عيناى
لم أعد اقوى على مقاومتها
يأتى الموج ليلمسنى ويخبرنى أنه سيحمله لى
ينثر قطرات بارده تلطف حرارة بشرتى
استسلمت لقطراته
لمحت قاربا من بعيد
لن أتعلق بأمل جديد
وغبت
اشتد صخب البحر
وازدادت قطراته على وجهى
رفعت رأسى لأجده أمامى
مبتسما متعبا ... يحمل صندوقا ثقيلا على ظهره
ساعدته فى التخلص منه
اختلست نظرة أطمئن بها أنه لم يصبه خدشا من جرحى
اطمئن قلبى
ابتسمت
جلسنا
صمتنا
لا أعرف كم من الوقت
عندما صحوت
كنت مازلت وحدى على شاطئ البحر
رفعت رأسى
كان القمر حنونا كعادته معى
لم يأتى
ولن يأتى
الشمس لم تكن تهذى
ما كان لى أن أغضب منها
أحرقتنى خوفا علي
تلفت لأجد صندوقى الثقيل
حاولت أن أزحزحه
وجدته قد ازداد ثقلا
حاولت وحاولت
حتى وصلت لشاطئ البحر
لمحنى صياد من بعيد
نادانى
انتظرينى
سآتى
وأتى
حمل عنى صندوقى الثقيل
أنزله فى مركبه الصغير
سألنى عن وجهتى ؟
قلت له سأذهب الى عمق البحر
لأسقطه
حيث لا أستطيع أن أخرجه بعد
وأعود وحدى
تركنى أغوص فى صمتى
مستسلمة تماما لهدهدة الموج
فتحت عيناى على صوت الصياد
ها قد وصلنا
أمتأكدة انتِ أنك لن تأخدى منه شيئا قبل أن نسقطه ؟
أخبرته أنه قد سلبنى الكثير
ولن أسمح له بعد اليوم
هممت أن أرفعه معه
رفض
دعيه لى
هكذا أخبرنى
حمله بثقله
أشحت ببصرى عنه
عيشى لحظة تخلصك منه
هكذا طلب منى
رفض
دعيه لى
هكذا أخبرنى
حمله بثقله
أشحت ببصرى عنه
عيشى لحظة تخلصك منه
هكذا طلب منى
عدت ببصرى اليه
تابعته وهو يرفعه على حافة القارب
لم يكن الأمر يتطلب أكثر من دفعة بسيطه
حتى يهوى فى قاع البحر
محدثا فقاقيع كثيره
كثيره كثيره
ثم هدأت
وسكن البحر
أخبرنى الصياد أننا قد تخلصنا منه للأبد
واستدار عائدا بنا
تحادثنا سويا
كم كان حديثه ممتع
و
نسيت أمر الصندوق
ومن كان سيحمله معى
وصلنا لشاطئ البحر سريعا
سألنى عن وجهتى ؟
لم أجد ردا على سؤاله
فقد أسقطت لتوى كل ما قد مضى
بابتسامة جميله أخبرنى انه يعرف طريقا مختصرا آمنا
سالنى ان كنت أود أن اصحبه
فابتسمت
6 Comments:
شفرات غامضه غموض الفن
بذات الإبتسامة
أودع الصفحة
فى انتظار اخرى
شكرا
يا حنين
By مجدى سرحان, at Wednesday, October 18, 2006 1:55:00 AM
حنين
أنت رقيقه خالص
وكلماتك كلها معانى واحساس
عرفتك من خلال تعليقك عند حلم
حلم على فكره مسافره أسبوع وراجعه بالسلامه
أكتبى كمان ومتعينا
By الأميره أوسه, at Wednesday, October 18, 2006 2:02:00 AM
مجدى سرحان
شكرا لك انت على التعليق الفنى و الى لقاء آخر ان شاء الله
aoossa
انا اللى رقيقه خالص بردو
:)
متشكره انك طمنتينى على "حلم" ترجع بالسلامه ان شاء الله
By حنيــــــن, at Wednesday, October 18, 2006 6:56:00 PM
This comment has been removed by a blog administrator.
By حنيــــــن, at Wednesday, October 18, 2006 6:56:00 PM
حنين
اولا مدونتك رقيقه جدا مثلك تماما
كلامك جمبل رقيق
عارفه ايه الي خلاني ادخل مدونتك
ان بنتي اسمها حنين
انا مش كبيره هي عندها 5 سنين بس
By ام العيال, at Wednesday, October 18, 2006 11:21:00 PM
اهلا بيكى يا أم حنين
:)
بشكرك جدا على مشاعرك الجميله
وربنا يخلى حنين ويبارك فيها وتسعدى بيها .. والعمر كله ليكى يا رب
احنا بيننا شوية حاجات مشتركه أهو
حنين وفيروز
:))
By حنيــــــن, at Thursday, October 19, 2006 12:18:00 AM
Post a Comment
<< Home