حنيـــــــــن

Thursday, October 05, 2006

الدقــائق الأخيــره



















زى النهارده من 4 سنين توقف قلبى عن النبض لا أعلم كم من الوقت
وتعطلت جميع مراكز المخ عندى قبل أن تتوقف تماما
كنت أهذى بكلمات غير مفهومه وكأن بى مس

أتذكر أننى تركت المستشفى لأسباب لا أعلمها
أجبرونى أنا وامى على الذهاب للمنزل - لا أعلم لماذا- على أن نعود بعد قليل
!!!
كيف ونحن لم نفارقه شهور طويله

وصلت البيت .. بعد حمام سريع إتصلت بأخى
كيف هو الآن ؟
الحمد لله
مالك فيه إيه ؟
خلاص
ايه اللى خلاص ؟
...
خلاص ازاى يعنى ؟
...

لا أذكر كم من المرات التى درت بها حول نفسى .. والطرقه الطويله فى منزلنا التى جبتها مرارا
لماذا فتحت باب الشقه لأجد لا أحد وأعود

تأتى قريبتى لتخبرنى أننا عائدون للمستشفى
أسألها ... بيقولوا بابا .. وتتحجر الكلمات
بجد ؟
فتبكى ... ولا أذرف دمعه
أهبط السلم سريعا لألحقه .. طوال الطريق لا صوت
كل منا ينظر من النافذة المجاورة له
كنت لا أرى أى شيئ

نصل فأجرى تجاه العناية الحرجه .. تقابلنى وجوه عديده
أبناء أعمامى وأعمامى .. عيونهم الباكيه تخبرنى بما لا أود أن أسمع
يحاولون الامساك بى .. لا أعرف لماذا
... إهدى
يزيدوننى توتر
أدفعهم وأدخل
أرى أخى .. أعاتبه بنظرات لا أفهمها

أراه على سريره كما هو منذ أيام
هو فى غيبوبه بس
...
إنتوا متأكدين ؟
لو سمحتى يا آنسه إحنا مستنيينك مخصوص لحد ما تيجى المفروض كنا أخدناه من بدرى
تاخدوه ..؟
فين وازاى ؟

أقترب منه وأحضنه بشوق كل السنين التى لن أراه فيها
أحضنه برفق
وأخذت أقبله .. دموع ساخنه قليله هربت منى بللت صدره
أخبرته بآخر كلماتى
كم أحبك وكم سأفتقدك .. هل انت راض عنى ؟
هل خذلتك يوما ؟
هازورك على طول .. هاشوفك تانى إزاى ؟
الحياه هاتبقى وحشه أوى من غيرك

لو سمحتى يلاااا
استنى هاقرأ قرآن انا مش هاشوفه تانى
عبثا أحاول ... لا أرى أى شيئ
أعود فأحتضنه بشده

عن اذنك كفايه كده
اتفضلى بره علشان هاناخده
!!!!!
هاشيله معاكم
خرج أخى لم يحتمل ما أنا به
يمسك بى أبناء عمى يحاولون إخراجى بالقوه .. لحد هنا كفايه

زادنى ذلك حدة معهم .. ولا أعلم لماذا يدفعوننى بعيدا طالما أنى لا أبكى ولا أصرخ بل صامته بجمود الموت !!!!!؟
لا أريد أن نتشاجر أمام أبى
محدش ها يشيله غيرى
من الذى يجرؤ على أن يبعدنى عنه !!!؟
انا لم أتخلى عنه فى حياته ولن أتركه الآن أبدا
وأمسك بقدمى أبى مستعدة لنقله الى التروللى
ساعدنى الممرض وحملناه سويا
ودفعت التروللى طوال الطريق الطويل الى
....

على الباب أخبرنى الممرض أنه كفايه لحد هنا مش هاتستحملى
رمقته بذات النظره التى كانت كفيلة بان تسكته تماما
لست أنت من يحدد ما أتحمل وما لا أتحمل
لم يكن هناك غير أمى التى لم تحاول أن تثنينى عنه

دخلنا غرفة بارده برودة الموت وحدى مع الممرض وأبى
مكان واسع مظلم رغم الاضاءة الصفراء
فتح بابا صغيرا فى دولاب كبير
خرجت منه بروده ورائحة غريبه
حملته معه ... وأغلقنا الباب الصغير
تمتمت ببضع كلمات من خلف الباب الصغير
... سنأتى فى الصباح .. اطمئن
وخرجت الى الدنيا الكبيره
لأجد أخى ينظر لى فأختبئ فى صدره باكية لأول مره
ده بابا فعلا مات

هل سأموت بعده ؟
هى الحياه انتهت كده ؟

ومرت الأيام والسنين .. ولم أمت بعد ولم يمت أبى أيضا
رحمه الله رحمة واسعه وغفر له

9 Comments:

  • بدموع تنساب على وجنتي ولا أرغب في أن تتوقف ربما لتغسل الروح
    كل ذكرى وهوه موجود وقريب وانتي فاكرة
    ربنا يرحم موتانا جميعا
    بس غريب اوي امبارح قبل ما انام كنت بفكر انك اول حد كلمته اول ماما مبقتش موجوده معانا
    كلمتك بصوت مخنوق بالبكاء وقلت لك خلاص
    وبصوت مخضوض قلت لي خلاص - مش معقول
    الحقيقة انتي قولتيها لأ مش خلاص
    ولا أي حد بيمشي ولا اي حاجة خلاص

    By Blogger كراكيب نـهـى مـحمود, at Thursday, October 05, 2006 1:15:00 PM  

  • ومن يوقف دموعي الآن
    الحياة تستمر والله يرحم الجميع

    By Anonymous Anonymous, at Thursday, October 05, 2006 1:48:00 PM  

  • انا اسفه كراكيب و
    nirfana
    واسفه لاى حد ها يحزن معايا

    بس مدونتى دى هى الودعه الصغيره اللى بأودعها كل ما يجيش بى ثم أقذف بها بعيدا فى البحر
    تماما كما أخبرنى أبى

    ربنا يرحم الجميع فعلا .. ويارب دايما مع بعض ما نفترقش ابدا

    By Blogger حنيــــــن, at Thursday, October 05, 2006 3:53:00 PM  

  • من غير الحزن والألم و الفقدان
    عمرنا ما هنحس بمعنى الحياة
    بمعنى ان حد علينا غالى
    و حد قريب و حد واحشنا كلنا

    الله يرحمك يا عمو
    ويرحم مامة كراكيب
    ويرحمك ياتيته يا حبيبتى
    ويرحم اموات المسلمين جميعا واحياءهم ويرحمنا نحن ايضا يا رب

    يا رب ما حد يحزن ابدا يا رب فيكم

    By Blogger شيمـــــاء, at Thursday, October 05, 2006 5:20:00 PM  

  • فعلا يا شيماء
    بس ثمن غالى أوى بندفعه وبيحرمنا للأبد من اللى هما كل حياتنا

    يا رب ارحمهم

    By Blogger حنيــــــن, at Friday, October 06, 2006 2:14:00 AM  

  • رحمه الله رحمة واسعة
    وأسكنه فسيح جناته

    وبارك الله فيك
    فأنت ممن قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ملت ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
    ومنهم ولد صالح يدعو له
    وأحسبك كذلك يا حنين

    كما أن كل ما بك من أخلاق حسنة ومبادئ جميلة ما هى إلا ظل منه يحيا بيننا

    رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى
    وجمعنا به على الخير

    By Blogger عمرو إبراهيم, at Sunday, October 08, 2006 12:04:00 AM  

  • 7anin
    u write from ur heart , sure we lost a lot all thime bas they live inside us
    he will be happy as u go on and prove to him that u what he dreamt off

    al baka2 lelah

    By Blogger Abu Salah, at Sunday, October 08, 2006 8:37:00 PM  

  • وصفك موجع
    لكن ليس كوجع اللحظات
    مؤلم لكن اقل من الم الفراق
    تمنيت ان القاه
    من كلامك عنه
    الله يرحمه و يكون في جنات الرضوان

    By Blogger Abo Amr, at Thursday, October 12, 2006 9:41:00 AM  

  • قريت نص المكتوب بس و مقدرتش اكمل قلت اخد راحه و بعد ما اكمل قراية هبقى اعلق براحتي

    By Anonymous Anonymous, at Wednesday, November 01, 2006 11:13:00 AM  

Post a Comment

<< Home