اللى خلف ما ماتش
كبرت ومازالت أمى ترددها فى كل لفتة من لفتاتى
اللى خلف ما ماتش
كورقة كربون فصلتنى عن أبى ... فاخذت منه كل ما حملته جيناتى
ساندنى وساعدنى حتى حبوت ... وحين مشيت علمنى ركوب الدراجه وكبرت فعلمنى السباحه ... دخلت الجامعه فعلمنى قيادة السياره
ترى هل كان يهدف لأمر ما ...؟
هذا هو ابى
عندما خطوت أولى خطواتى أمسك بيدى ... لم يسحب يده من يدى يوما ... حتى كبرت .. ولم أسحبها أنا حتى رحل
عندما كنت صغيره ... بهرتنى بشهورى القليلة عيون أبى... راقبت حركاتها التى كانت تتابعنى بحب ...أردت أن استوقفها يوما .. تربصت بها .. وفجاه مددت إصبعى الصغير لأمسكها ... تألم أبى وتكونت عقدة حمراء لونت بياض عينيه لأسابيع – كما كان يخبرنى دوما – فابتسم ودافع عنى - أمام غضب أمى - وعن حقى فى اكتشاف العالم حولى والمتمثل فى تلك البلية المتحركه فى وجه أبى
عندما أخبرنى برغبته فى تعليمى ركوب الدراجه فزعت ... الى أن أخبرنى عن ذلك الاحساس الذى لن أعرفه الا وأنا أقود دراجتى فتخطيت مخاوفى ... ولم أقع يوما ... فقد كان خلفى دوما يساندنى ... وعندما تمكنت من قدرتى على التحكم بها طلبت منه أن يدعنى ... رفع يده عنى .. وظل يعدو خلفى ... وإذا ما زادت سرعتى زاد عدوه خلفى وقبل اللحظة التى تفاجئنى فيها زلطة صغيره تكون يده القويه
تمسك بى
كنا فى الاسكندريه حين علمنى أول درس فى السباحه ... الاستسلام التام للبحر ... إسترخى تماما ستحملك الموجه وتهدهدك ... إن خفتى ستغرقى ... وسبحت وتركت جسدى مستسلمة بإرادتى فحملنى الموج ولم يخذلنى يوما
اللى خلف ما ماتش
قالتها لى أمى اليوم عندما عدت من البحر احمل كيسا صغيرا جمعت فيه بعض الاصداف والقواقع من شاطئ البحر
تماما كأبيكى
كان يحلو له أن يمضى الساعات على شاطئ البحر يجمع بعض الاصداف ... ليست أى أصداف ... فقط المتميزة عن الأخريات بلونها وشكلها ... وكنت دوما معه ... أبحث فى الجانب الآخر فاذا صادف تلك الصدفة الورديه أتانى مسرعا يمسحها بيديه ويرينى جمالها ... واذا صادفت ما يبهرنى صرخت عليه فيأتينى مسرعا فرحا بصدفتى ... مهما كانت .. كان يراها جميله
هكذا كان أبى أول من يسمعنى حين اتحدث ... وأول من يقرأنى حين أفكر
علمنى أن جمال المرأه فى ضعفها ... فضعفت
وأن قوتها فى تحملها ... فتحملت
وأن ذكائها فى صبرها ... فصبرت
وأن سحرها فى ابتسامتها ... فدوما إبتسمت
كبرت جميله قويه ذكيه وساحره ... فأسرته كل الوقت
وعلمنى أن حكمة الرجل فى صمته ... عن الصمت بحثت وللحكمة ما وجدت
أحببته وفخرت به دوما وبكل ما أحمل من طباعه الجميله التى تجعل أمى تخبرنى دوما بأن
اللى خلف ماماتش
الساحل الشمالى
أغسطس 2006
10 Comments:
صحيح اللى خلف ممتش
و يا زين ما خلفت يا عمو نبيل
الله يرحمه و يبارك فيكى
By شيمـــــاء, at Friday, September 29, 2006 5:14:00 PM
صديقتى الغاليه شيماء .. كان لازم فعلا تكونى أول حد يدخل عالمى الصغير ويعلق على كلماتى بعد المجهود الكبير اللى بذلتيه معايا علشان تكتمل الصوره بالشكل الجميل اللى عاجبنى اوى
ربنا يخليكى لينا كلنا .. أخت جميله وصديقه فنانه :)
By حنيــــــن, at Saturday, September 30, 2006 12:32:00 PM
رحمه الله رحمة واسعة
طالما اشتقت لمعرفة هذا الرجل النبيل اسما وفعلا..
بداية جميلة وساحرة لمدونتك يا حنين
سلمت الأيادي
By عمرو إبراهيم, at Saturday, September 30, 2006 6:42:00 PM
معذرة...
نسيت أقول إن الصورة بتاعتكم أكتر من رائعة
مليانة حب وحنان
وحنين ;)
By عمرو إبراهيم, at Saturday, September 30, 2006 6:54:00 PM
أنا متأكده انه هو كمان كان هايسعد جدا بمعرفتك ... زى ما ماما وأحمد وكل أصدقائنا بيعتزوا جدا بمعرفتك
ربنا يسعدك
By حنيــــــن, at Saturday, September 30, 2006 7:29:00 PM
بنتولد شبعانين متلهفين على صدر أم وكتف أب مرتاحين
بنتولد مش عارفين مش خايفين واسمنا في درب الحياه بني ادمين
بنتولد دفيانين
بنتولد صافين
بنتولد صادقين كما زرعه خضرا في ارض طين زرعه حصادها حصاد عمر السنين
بالحلو والمر والطيب والحزين
مش كده يا حنين
By كراكيب نـهـى مـحمود, at Sunday, October 01, 2006 3:14:00 AM
دائما دوما انتظرت هذا الفيضان من المشاعر
من ساحرة المشاعر
من رقيقة الاحساس
و عندما داعبت فكرة مدونتك مخيلتي كنت شبه متأكد ان اول مدونة ستكون عن فارسك النبيل والدك الجميل .
اليه كل التحية انه كان من اسباب وجود بريق منه في هذه الدنيا ( انتي )
و لك كل حب الاخ لاخته و اشتياق للمزيد من كلماتك المعبرة .
By Abo Amr, at Sunday, October 01, 2006 9:01:00 AM
كده يا نهى " كراكيب "
رجعتينى لأيام جميله أوى
بدايات منير
:)
اهلا بيك يا أبو عمرو
أسعدنى وجودك معانا
ومشاركتك دى فكرتنى بأيام شغلنا فى الهجانه
مش عارفه ليه .. يمكن علشان بقى لنا كتير ما اشتركناش فى حاجه زى زمان
:)
متشكره على كلمات الأديب الرقيقه
By حنيــــــن, at Sunday, October 01, 2006 1:24:00 PM
الله يرحمه ويحسن مثواه
فعلا مشاعرك مازالت فياضة بحب ابيكي رغم رحيله
انتي بجد فكرتيني بوالدي
الله يرحمهم
By Anonymous, at Thursday, October 05, 2006 2:59:00 AM
انا مش عارفه انت أو انتِ مين بس اهلا بك / بكِ معانا
:)
ربنا يرحمهم جميعا ويغفر لهم يا رب
By حنيــــــن, at Monday, October 09, 2006 2:08:00 AM
Post a Comment
<< Home